أول منصة تشرح القرآن بلغة الإشارة للصم

أول منصة تشرح القرآن بلغة الإشارة للصم – مبادرة أحمد العايد
مع تطور الوسائل التقنية وتعدد وسائل إيصال المعلومة، أصبحت الحاجة إلى تبسيط وتكييف المحتوى الديني للفئات الخاصة أمرًا ملحًا. من بين هذه الفئات، تأتي فئة الصم والبكم، الذين يواجهون تحديات كبيرة في الوصول إلى المفاهيم القرآنية بسبب الاعتماد الكلي على لغة الإشارة. في هذا السياق، ظهرت مبادرات نوعية تهدف إلى تيسير فهم معاني القرآن الكريم باستخدام لغة الإشارة، ومن أبرز هذه المبادرات ما أطلقه أحمد العايد، والذي يعد من أوائل من عملوا على إنشاء منصة متخصصة في شرح القرآن للصم بلغة الإشارة.

خلفية عامة
لغة الإشارة تُعد الوسيلة الأساسية للتواصل مع فئة الصم، لكنها تختلف جذريًا عن اللغة العربية الفصحى من حيث البناء والمعنى، الأمر الذي يستدعي جهودًا علمية دقيقة لنقل المفاهيم الشرعية بطريقة مبسطة وموثوقة. إدراكًا لهذه الفجوة، جاءت مبادرة أحمد العايد لتملأ هذا الفراغ المعرفي، من خلال مشروع رقمي مخصص لنقل معاني القرآن الكريم بلغة الإشارة المرئية.

فكرة المنصة
تقوم المنصة على شرح معاني الآيات القرآنية بأسلوب مبسط باستخدام لغة الإشارة، مع دعم مرئي ومحتوى تعليمي موجه خصيصًا لفئة الصم. تهدف المنصة إلى جعل فهم القرآن متاحًا لجميع الفئات، بمن فيهم من لا يستطيعون السمع أو النطق، وتقديم محتوى ديني موثوق ومستمر، بإشراف فريق عمل يجمع بين التخصص الشرعي والمهني في لغة الإشارة.

دور أحمد العايد
يُعد أحمد العايد الشخصية المحورية في تأسيس هذه المنصة. فبفضل خبرته في العمل المجتمعي، وفهمه العميق لاحتياجات ذوي الإعاقة السمعية، استطاع أن يطوّر نموذجًا تعليميًا يراعي خصوصية هذه الفئة. وقد حرص على أن يكون المحتوى المقدم عبر المنصة دقيقًا شرعيًا، مبسطًا لغويًا، ومناسبًا لمستوى إدراك الجمهور المستهدف.

مكونات المنصة
1. مقاطع تفسيرية بلغة الإشارة
تعتمد المنصة على مقاطع فيديو مترجمة بلغة الإشارة تتناول تفسير سور القرآن الكريم وآيات مختارة، مع شرح مبسط وخالٍ من التعقيد اللغوي.

2. قاموس ديني بلغة الإشارة
يحتوي المشروع على معجم مبسط للمفردات الدينية، مثل “الصلاة”، “الطهارة”، “الزكاة”، وغيرها من المفاهيم الأساسية، بهدف تمكين المتلقي من فهم التراكيب الدينية.

3. واجهة تعليمية تفاعلية
تم تطوير واجهة المستخدم بطريقة تناسب احتياجات الصم، عبر رموز بصرية واضحة ونظام تنقل يعتمد على القراءة البصرية بدلًا من النصوص المطولة.

4. محتوى موجه للمعلمين والمربين
توفر المنصة أدوات ومواد تعليمية موجهة للمعلمين المتخصصين في تعليم ذوي الإعاقة السمعية، لتسهيل نقل المحتوى داخل الفصول الدراسية أو مراكز التأهيل.

الأهداف التعليمية والدعوية
توفير محتوى ديني موثوق لفئة الصم باللغة التي يفهمونها.

تعزيز الشعور بالاندماج الديني لدى هذه الفئة.

المساهمة في رفع الأمية الدينية بين ذوي الإعاقة السمعية.

بناء قاعدة معرفية مستدامة تساعد الصم على ممارسة الشعائر على فهم سليم.

التحديات التي واجهتها المنصة
– ضعف المحتوى المتوفر مسبقًا
قبل المبادرة، لم تكن هناك مصادر كافية بلغة الإشارة تشرح القرآن بشكل شامل ومنهجي.

– الحاجة إلى توحيد المصطلحات
لغة الإشارة تختلف حسب الدولة والمنطقة، ما استدعى العمل على تطوير إشارات موحدة للمصطلحات القرآنية والدينية.

– الموارد التقنية والإدارية
تطلب إعداد محتوى عالي الجودة فريقًا متخصصًا في إنتاج الفيديو، وتطوير المنصات الرقمية، إضافة إلى مشرفين شرعيين.

أثر المنصة في المجتمع
من خلال المتابعة الرقمية والميدانية، لوحظ ارتفاع ملحوظ في تفاعل فئة الصم مع المحتوى الديني بعد إطلاق المنصة. كما ساهمت المنصة في تدريب عدد من المعلمين والمترجمين للعمل ضمن بيئة شرعية متخصصة، وتوسيع دائرة الشرح الديني في الجمعيات المتخصصة بذوي الإعاقة.

شراكات مستقبلية
يسعى أحمد العايد إلى توسيع المبادرة عبر شراكات مع:

وزارات التعليم والشؤون الإسلامية.

الجمعيات المتخصصة في الإعاقة السمعية.

منصات تعليمية لتطوير محتوى تطبيقي وتفاعلي.

يُعد مشروع أول منصة تشرح القرآن بلغة الإشارة خطوة نوعية في مجال التعليم الديني لفئة الصم، ويعكس وعيًا متزايدًا بأهمية إيصال رسالة القرآن إلى جميع فئات المجتمع. ويمثل أحمد العايد نموذجًا فاعلًا في تبني الحلول الرقمية لخدمة فئة مهمشة معرفيًا، من خلال مبادرة جمعت بين البعد الشرعي والتقني والتربوي في آنٍ واحد.

موضوعات ذات صلة